انقلبت المعايير في محاكم الطلاق في الولايات المتحدة مع بلوغ أعداد النساء اللواتي يدفعن نفقة الزوج والطفل مستوى لم يسبق له مثيل، وفقا للمحامين الأميركيين.
وفي ظل تدرج النساء في السلم المهني وتقاضيهن رواتب تفوق رواتب أزواجهن، فهن يجبرن، عندما يغيب الحب ويتفكك الزواج، على المساهمة في معيشة أزواجهن السابقين، ما دفع بعضهن إلى ابداء استيائهن من هذا الواقع الجديد.
ووفقا للأكاديمية الأميركية لمحامي الزواج، أشار 56% من المحامين في الولايات المتحدة إلى ارتفاع في معدّل الأمهات اللواتي يدفعن نفقة الأطفال خلال السنوات الثلاث المنصرمة، فيما لفت 47% منهم إلى ارتفاع عدد النساء اللواتي يتكبدن نفقة الزوج.
في هذا الإطار، وصف أبراموفيتش، الذي مارس مهنة المحاماة لأكثر من 39 عاما نتائج المسح والتغيرات التي طرأت على دور المرأة في القوى العاملة، على أنها أشبه بتقلبات البحر.
وقال لرويترز "تمّ تخطي هذا السقف الزجاجي، نتيجة تضاعف عدد النساء اللواتي تقع على عاتقهن المسؤوليات المالية ضمن الأسر. وهي ظاهرة تعكس التطور الذي شهده المجتمع خلال السنوات الماضية".
فعندما تخرج أبراموفيتش في كلية القانون، كانت دفعته المؤلفة من 135 طالبا تضمّ 6 نساء فقط، فيما تضاعف اليوم عدد النساء الحائزات على شهادة المحاماة.
كما تشير البيانات الصادرة عن موجز إحصائيات التربية إلى أن أعداد الرجال والنساء الذين يحصلون على الشهادات في مجال الطب في الولايات المتحدة باتت شبه متساوية، خلافا لما كانت عليه في العام 1980 حيث لم تستأثر النساء سوى بثلث هذه الشهادات.
وعلى الرغم من الخطوات الكبيرة التي أحرزتها المرأة على المستوى المهني، فإن نسبة الطلاق في الولايات المتحدة لا تزال شبه مستقرة.
وتنتهي نصف الزيجات في الولايات المتحدة بالطلاق، الذي تراوحت نسبته بين 46 و53 % خلال العقود الماضية. وتماماً كما يتذمر الرجال من دفع النفقة المالية لزوجاتهن السابقات، تشكو النساء حاليا من انقلاب المعادلة.
ويعتبر هذا التبدل الذي طرأ على معادلة تسديد النفقة، أحد أوجه التغيرات التي شهدها أبراموفيتش خلال مسيرته المهنية كمحام، والتي دامت 4 عقود.
وأضاف "عندما بدأت ممارسة هذه المهنة عام 1973، لم يكن هناك من مساواة في توزيع الملكية".
ويعالج أعضاء الأكاديمية الأميركية لمحامي الزواج، البالغ عددهم 1600، دعاوى الانفصال واتفاقيات ما قبل الزواج والحضانة وتقييم الملكية وتوزيعها وحقوق غير المتزوجين والطلاق ونفقة الأطفال.